الجمعة 1 أغسطس 2025 01:54 مـ 6 صفر 1447 هـ
أسواق نيوز
رئيس مجلس الإدارة معتصم ابراهيم رئيس التحرير أشرف سعيد
×

السنوس وأكياس النيكوتين تقود تراجع الأمراض المرتبطة بالتدخين في السويد

الخميس 31 يوليو 2025 03:19 مـ 5 صفر 1447 هـ

تُعد السويد اليوم من الدول الخالية من التدخين، بفضل الاعتماد الواسع على بدائل خالية من الدخان مثل السنوس (Snus) وأكياس النيكوتين (Nicotine Pouches). فقد ساهمت هذه المنتجات في خفض نسبة المدخنين التقليديين إلى 5% فقط، إضافة إلى تراجع معدلات الأمراض المرتبطة بالتدخين مثل أمراض الرئة، القلب، والجلطات. وخلال زيارة حصرية إلى السويد، سلطت "أسواق نيوز" الضوء على التجربة السويدية في الوصول إلى مجتمع خالٍ من التدخين، ودور هذه البدائل في تحقيق هذا الإنجاز الصحي البارز.

و شهدت السنوات الأخير حدث بارز وهام في دولة السويد كنموذج عالمي مكافحة التدخين يحتذى بها، بنسبة مدخنين 5% فقط من السكان البالغين الذين يدخنون السجائر التقليدية، واليوم 20% من سكان السويد البالغين يستهلكون النيكوتين حيث 15% يستخدمون السنوس واكياس النيكوتين Nicotine pouch ولكن الملفت للنظر هو أن هذا الإنجاز لم يتحقق من خلال الحذر أو العقوبات فقط، بل عبر تبني بدائل النيكوتين الأقل خطورة، مثل "السنوس" وأكياس النيكوتينNicotine Pouches".

ما هو السنوس (Snus) وأكياس النيكوتين Pouches Nicotine؟

السنوس Snus: هو منتج تبغ خالي من الدخان يُوضع تحت الشفة العليا، ويُستخدم تقليدياً في السويد وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية منذ قرون لا يُحترق، وبالتالي لا يُنتج دخاناً أو قطراناً.

اكياس النيكوتين ( Nicotine Pouches)هوأكياس يشبه السنوس شكلاً ولكنه لا يحتوي على تبغ، بل يحتوي فقط على نيكوتين صناعي أو مستخلص من النباتات، إضافة إلى نكهات ومكونات نباتية أخرى. يُعد خياراً أقل خطورة وأكثر قبولاً من فئات عمرية متعددة.

وقامت شركة Swedish Match بتصنيع السنوس منذ عقود وقامت بتحديث الصناعات في القوم والملمس والابتكار في التغليف حتي قامت بتوفير منتج ملائم للمستخدمين ومتوائم مع التشريعات المنظمة. حتي بداية 2024 قامت شركة Swedish Match بعمل أكثر من حوالي 300 دراسة للتأكد من صلاحية المنتج وأنه أقل خطورة بكثير من السجائر التقليدية كما وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)على بيع السنوي وأكياس النيكوتين و(Nicotine Pouches) في امريكا موخرأ

كيف ساهمت هذه البدائل في خفض نسبة التدخين؟

اعتمدت السويد سياسة مرنة تُعرف باسم "تقليل المخاطر" (Harm Reduction).

بدلاً من محاربة النيكوتين والتبغ بالكامل، شجعت على استبدال السجائر ببدائل أقل خطورة وأقل تأثيرًا صحياً وساعد هذا التحول ملايين السويديين على الإقلاع عن التدخين التقليدي بدون انقطاع فوري عن النيكوتين.

وأكد أندرس ميلتون، الرئيس والمدير التنفيذي السابق للجمعية الطبية السويدية، أن المشكلة الصحية الرئيسية لا تكمن في النيكوتين ذاته، بل في عملية احتراق التبغ. وأوضح أن احتراق السجائر هو السبب الأساسي وراء الأمراض السرطانية، بينما النيكوتين بحد ذاته لا يسبب هذه الأمراض. ولفت إلى أن استخدام السنوس يوفر النيكوتين المطلوب دون التسبب في الإصابة بالسرطان أو بأمراض الأمعاء، رغم أنه قد يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم وهو أمر يمكن التحكم فيه. كما شدد ميلتون على أن السويد تُعد من أقل الدول الأوروبية من حيث نسب الإصابة بسرطان الرئة، على عكس دول أخرى مثل مصر التي تسجل معدلات إصابة مرتفعة جداً.

كما أظهرت دراسات كثيرا وحديثه مؤخرا أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والجلطات وتضخم الرئه في السويد من بين الأدنى في أوروبا.

موقف الاتحاد الأوروبي

رغم نجاح السويد، فإن بيع السنوس واكياس النيكوتين Nicotine Pouches ممنوع في أغلب دول الاتحاد الأوروبي (ما عدا السويد التي حصلت على استثناء خاص عند انضمامها للاتحاد في 1995).

وهناك جدل متزايد حول إمكانية السماح باستخدام السنوس أو اكياس النيكوتين Nicotine Pouches كأدوات للمساعدة في الإقلاع عن التدخين في باقي الدول الأوروبية.

كما حصلت السويد خلال الفترة الأخيرة على أرقام وإحصاءات مهمة، حيث وصلت نسبة المدخنين اليوميين من البالغين إلى 5%، بينما يستخدم السنوس أو أكياس النيكوتين أكثر من 15%.

نسبة التدخين بين الرجال تبلغ 4%،

ونسبة التدخين بين النساء 6%.

مقارنةً بذلك، تتراوح نسبة التدخين في الدول الأوروبية الأخرى بين 15% و25% من المدخنين للسجائر التقليدية.

وقد أثبت كبار العلماء أن السبب الرئيسي في سرطان الرئة هو الحرق الذي يحدث عند اشتعال السيجارة، وهو ما لا يحدث عند استخدام السنوس أو أكياس النيكوتين.

يُعتبر نجاح السويد في خفض نسبة التدخين إلى أقل من 5% نموذجًا فريدًا يحتذى به، حيث أظهر أن تبني بدائل أقل خطورة يساهم بشكل فعّال في بناء مجتمع صحي ومستقبل خالي من الدخان. هذا الإنجاز يثبت أن تحقيق حالة دولة خالية من الدخان ممكن، ويشكل دافعًا للدول الأخرى لاعتماد هذا النهج من أجل تعزيز صحة شعوبها وتقليل المخاطر المرتبطة بالتدخين التقليدي.