خبراء: انخفاض الدولار جاء نتيجة وجود توقعات تشير بتحسن الاقتصاد المصري

الأحد 19 مايو 2019 - 12:29

طه نبيل

شهدت أسعار الدولار تراجعا كبيرا أمام الجنيه المصري منذ بدايات عام 2019 وهبط الدولار بمقدار 84 قرشا خلال الشهور السابقة وأرجع البنك المركزي ذلك لزيادة تدفقات النقد الأجنبي خلال الفترة السابقة وكان المركزي قد أعلن ارتفاع الاحتياطي الأجنبي للبلاد بنهاية شهر أبريل الماضي بنحو 106 ملايين دولار، ليصل 44 مليار و218.1مليون دولار بنهاية أبريل 2019، مقابل 44.112 مليار دولار نهاية مارس لعام 2019.

 

من جانبه رأي الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي، أن أسباب إنخفاض سعر صرف الدولار قد تعود للانخفاض قوي الطلب علي الدولار في تلك الفترة .

 

وقال النحاس في تصريح خاص ل "أسواق نيوز"،أن جذب العديد من الاستثمارات المباشرة ساهم في زيادة المعروض من الدولار وأدي انخفاض أسعارها طبقا لمعدلات العرض والطلب .

 

وأوضح النحاس أن شروط صندوق النقد الدولي ومراجعاته قبل صرف الشريحة الأخيرة من القرض تتطلب وجود سعر صرف الدولار مرن للدولار .

 

وأشار إلي أن الفترة القادمة قد تشهد إنخفاض في أسعار بعض السلع نتيجة إنخفاض سعر صرف الدولار واتجاه التجار لبيع المخزون من السلع لديهم لتقليل الخسائر في حالة الاستمرار في انخفاض الدولار .

 

ولفت إلى أن الأسواق قد تشهد اختفاء ونقص في بعض أنواع السلع المستوردة .

 

وتمني أن يحدث إنخفاض للدولار بوتيرة متباطئة وليس بوتيرة متسارعة حتى لايؤثر ذلك على الأسواق بشكل كبير .

 

وأوضح الخبير الإقتصادي أن سعر صرف الدولار قد يصل إلى 16 جنيه إذا ما استطاع كسر دعم الـ 17 جنيه وهبوطه بوتيرة متسارعة .

 

فيما رأي هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي، أن تراجع الدولار وفقده لما يقارب ال 90 قرشا بداية من شهر ديسمبر لعام 2018

يعود لعدة أسباب .

 

وقال أبو الفتوح في تصريح ل " أسواق نيوز " أن أحد هذه الأسباب يعود لترشيد الاستيراد والاتجاه للتصنيع محليا بسبب ارتفاع تكلفة الواردات ، حيث أن الارتفاع المسبق في أسعار الدولار أضعف القوة الشرائية للأفراد ونتج عنه حالة من الركود شهدتها السلع المستوردة بالأسواق المصرية .

 

وأضاف أبو الفتوح أن الحكومة المصرية نجحت في الفترة السابقة في جذب العديد من الاستثمارات الاجنبية مما أدي لتوافر السيولة الدولارية موضحا أن احتياطي النقد الاجنبي قد ارتفع بما يقارب ال 8.7 مليار دولار خلال الاشهر السابقة .

 

ولفت إلي أن الفترة الاخيرة شهدت زيادة في تحويلات المصريين الخارجية و وصل إجمالي تحويلات المصريين لما يقارب ال 29 مليار .

 

وتابع أن قطاع السياحة شهد انتعاشا في الفترة الأخيرة وهو ما ساهم في زيادة حصيلة النقد الأجنبي .

 

ورفض أبو الفتوح التنبؤ بسعر صرف الدولار خلال الفترة المقبلة قائلا إن كبرى بيوت الخبرة كانت قد توقعت أن يتجاوز سعر صرف الدولار الـ 18 جنيه خلال عام 2019

ولكن نجاح الحكومة في جذب حصيلة من النقد أدي للهبوط في أسعاره ومخالفة توقعاتهم .

 

علي جانب أخر رأي الدكتور شريف الدمرداش الخبير الاقتصادي، أن انخفاض سعر صرف الدولار وإنخفاضه إمام الجنيه وكسره لحاجز ال 17 جنيه يعود لسببين .

 

وقال الدمرداش في تصريحات ل " أسواق نيوز "، أن السبب الأول لانخفاض سعر صرف الدولار يعود لانخفاض سعر الدولار عالمياً وانخفاضه أمام باقي العملات وهو ما أدي إلي انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه في سوق الصرف المصرية .

 

وتابع  أن السبب الثاني لانخفاض  سعر صرف الدولار يرجع لزيادة المعروض من الدولار نتيجة وجود توقعات لدي بعض الأفراد تشير بتحسن الاقتصاد المصري .

 

وأوضح الدمرداش أن تلك  التوقعات تدفع الكثير من الأفراد للاتجاه لبيع الدولار وهو ما يؤدي لزيادة المعروض من الدولار  .

 

وأشار إلي أن زيادة المعروض من الدولار يؤدي لانخفاض في أسعارها طبقا لقوى العرض والطلب .

 

وتوقع الدمرداش ،أن يعاود الدولار الارتفاع ليصل قرابة الـ 18 جنيه في ظل عدم وجود مؤشرات إقتصادية حقيقية تؤدي لتحسن في الاقتصاد الكلي موضحا أن استمرار الدولار في الانخفاض وثباته تحت حاجز الـ 17  جنيه يحتاج لأسباب اقتصادية قوية لزيادة الصادرات وتخفيض الواردات أو الحصول على إعفاءات لبعض الديون من نادي باريس .

 

من جانبه رأى الدكتور إيهاب الدسوقي رئيس قسم الاقتصاد بأكاديمية السادات ، ً أن تقلبات الدولار تسيير وفقا لقانون العرض والطلب .

 

وتوقع الدسوقي، أن يعاود الدولار الارتفاع مرة أخري نتيجة وجود مستحقات ديون سيتم سدادها خلال العام قد تصل إلي 15 مليار دولار .