الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 04:55 مـ 10 رجب 1447 هـ
أسواق نيوز
رئيس مجلس الإدارة معتصم ابراهيم رئيس التحرير أشرف سعيد
×

ماذا تنتظر مصر لخفض أسعار الوقود بعد هبوط النفط لأدنى مستوى منذ 2021؟

الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 12:19 مـ 10 رجب 1447 هـ
ماذا تنتظر مصر لخفض أسعار الوقود بعد هبوط النفط لأدنى مستوى منذ 2021؟

رغم تراجع أسعار النفط عالمياً إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2021، لا تزال أسعار الوقود في مصر دون تغيير، في وقت يترقب فيه الشارع انعكاس هذا الهبوط على تكلفة الطاقة محلياً.

تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط خلال ديسمبر الجاري إلى ما دون 55 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ فبراير 2021، في أحدث إشارة إلى أن إمدادات النفط تفوق الطلب، في وقت تتأهب السوق لفائض كبير بالمعروض. وفي وقت سابق من الجلسة، انخفض سعر مزيج برنت، وهو المؤشر العالمي، إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل قبل أن يرتفع قليلا الأيام الماضية ليسجل 62 دولارا.

طالع أيضاً: عقود النفط الأميركي تهبط دون 55 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ 2021

تراجعت أسعار النفط هذا العام بفعل توقعات بوجود فائض، مدفوعةً بموجة من الإمدادات الجديدة من تحالف "أوبك+" ودول في الأميركتين، إلى جانب نمو ضعيف في الطلب. وفي الأيام الأخيرة، أسهمت آمال جديدة بالتوصل إلى اتفاق ينهي حرب روسيا في أوكرانيا في تقليص علاوة جيوسياسية طويلة الأمد كانت مضافة إلى أسعار النفط.

لا تزال أسعار المواد البترولية الحالية بالأسواق تمثل سعر التكلفة الفعلي لتوفير المنتجات، رغم تراجع النفط لنحو 60 دولاراً للبرميل قبل ان يرتفع قليلا لنحو 62 دولارا، بحسب مسؤول حكومي لـ"الشرق" مشترطاً عدم نشر اسمه.

الوقود في مصر لا يزال مدعوماً

أضاف المسؤول أن لجنة تسعير الوقود تحسب حصة مصر من النفط الخام الذي يتم إنتاجه من البلاد بالتعاون مع الشركاء الأجانب بصفر. لافتاً إلى أنه ما زال هناك دعم للمواد البترولية التي يتم توفيرها بالأسواق وتحديداً "البوتاجاز" الذي يحصل على الشريحة الأكبر من فاتورة دعم الوقود.

تعتمد لجنة تسعير الوقود في مصر، والتي تأسست في يوليو 2019، في قراراتها بشأن زيادة أو خفض أو تثبيت الأسعار، على متوسط أسعار النفط العالمية، وسعر صرف الدولار مُقابل الجنيه، بالإضافة إلى معدل وتكلفة الإنتاج والتشغيل.

وبينما حددت الحكومة سعر 75 دولاراً لسعر برميل النفط في موازنة العام المالي العام الجاري 2025-2026، مقابل 82 دولاراً في الموازنة السابقة، تراجعت أسعار النفط عالمياً بنحو 20% منذ بداية 2025 وهو أقل من المستهدفات الحكومية.

قال مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن التكاليف الفعلية للوقود، خاصة السولار والبنزين، لا تزال مرتفعةً مما يرفع من قيمة الدعم المُخصص للوقود، مشيراً إلى أن دعم أسطوانة غاز الطهي الواحدة يصل إلى 150 و170 جنيهاً يومياً، ما يعني أن الدولة تصرف حوالي 200 مليون جنيه على دعمه.

عند احتساب التكلفة الفعلية للوقود وفق سعر برنت الحالي وسعر صرف الدولار، مضافاً إليه تكاليف التشغيل والضرائب وهوامش الربح، يتجاوز السعر الحقيقي للبنزين المطروح في السوق مستواه الحالي، إذ يصل سعر بنزين 95 إلى نحو 27 جنيهاً للتر مقابل 21 جنيهاً حالياً، بفارق تتحمله الدولة، كما يسجل بنزين 92 نحو 26.2 جنيه مقابل 19.25 جنيه، فيما تتراوح تكلفة السولار بين 23 و24 جنيهاً للتر مقابل سعر بيع 17.5 جنيه.

اعتماد مصر على استيراد المشتقات النفطية

استبعد يوسف في حديثه مع "الشرق" أن يؤثر انخفاض أسعار النفط عالمياً علي أسعار الوقود المحلية طالما استمرت وتيرة استيراد شحنات الغاز المسال بمعدلاتها الحالية بتكلفتها المتزايدة والتي ترفع من مستويات الدعم لمستويات غير مسبوقة.

تعتمد مصر على الاستيراد لتغطية فجوة تصل إلى 225 ألف برميل نفط يومياً، إذ تستهلك 750 ألف برميل يومياً، فيما يتراوح الإنتاج المحلي من 510 آلاف برميل إلى 540 ألف برميل، ويتم تغطيتها جزئياً بالاستيراد المباشر للخام والمشتقات، مما يجعل الموازنة حساسة لأي تقلبات في أسعار النفط العالمية.

قال أسامة كمال، وزير البترول الأسبق ورئيس لجنة الطاقة في مجلس الشيوخ، إن مشكلة دعم الوقود، خاصةً البنزين والسولار في مصر، ترتبط بشكل رئيسي بالفجوة بين الإنتاج المحلي والاستيراد خاصة في ظل تراجع قيمة الجنيه وارتفاع تكلفة استيراد الطاقة.

أضاف كمال لـ"الشرق" أنه رغم إيجابية انخفاض أسعار النفط عالمياً لمصر لكن في الوقت نفسه فإن هبوط السعر عن مستوى 55 و60 دولاراً للبرميل يمثل تحدياً لشركات الإنتاج العالمية التي تتحفظ بدورها عن ضخ استثمارات إضافية في مجال البحث والاستكشاف لعدم تحقق عوائد من الإنتاج في ظل انخفاض سعر البرميل.

لا زيادة في أسعار الوقود بمصر لمدة عام

قرّرت مصر رفع أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 13% في ثاني زيادة هذه السنة، على أن تثبتها في السوق المحلية لعام بحد أدنى، وفقاً لبيان صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية.