أحمد السباعي: التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والقطاع المصرفي مفتاح تنمية الصادرات لأفريقيا
أكد المهندس أحمد السباعي، المدير العام لمجموعة المصرية السويسرية للمكرونة والطحن والمركزات، أن التعاون الوثيق بين الحكومة والقطاع الخاص والقطاع المصرفي يمثل ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات الدولة في تنمية وتعظيم الصادرات الغذائية، مشدداً على أن القارة الأفريقية تمثل الفرصة الأكبر أمام المنتج المصري خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك خلال مشاركة السباعي في الجلسة النقاشية بعنوان «مائدة أفريقيا المشتركة: فتح آفاق التجارة البينية في الأغذية والزراعة داخل أفريقيا»، ضمن فعاليات اليوم الثالث من معرض فوود أفريكا 2025 في دورته العاشرة، الذي تنظمه شركة كونسبت، وسط حضور مكثف من رجال الأعمال والخبراء والمتخصصين في الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية.
وشارك في الجلسة كل من أحمد الفندي، الرئيس التنفيذي لشركة سيما فوود للصناعات الغذائية، والوزير المفوض التجاري عصام النجار، رئيس الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، وسليمان الأشقر، نائب الرئيس المساعد لإدارة أفريقيا بالبنك التجاري الدولي CIB، فيما أدارت الجلسة رنا جمالي، نائب رئيس غرفة الصناعات الغذائية ومديرة الشؤون المؤسسية والاستدامة في كوكاكولا مصر.
وقال السباعي إن مصر تستهدف التوسع بقوة داخل القارة الأفريقية والاستحواذ على حصة أكبر من صادرات الأغذية الموجهة إلى الأسواق الأفريقية، مشيراً إلى أن معرض فوود أفريكا لعب دوراً محورياً في ربط الشركات المصرية بكبرى الشركات المستوردة من أفريقيا، وفتح قنوات تصديرية جديدة خلال السنوات الماضية.
وأوضح أن المجموعة ركزت في البداية على التوسع في أسواق شرق أفريقيا ثم غربها، قبل أن تمتد خططها التصديرية إلى أسواق غير تقليدية مثل الولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن مرونة الاستراتيجية التصديرية كانت عاملاً حاسماً في تحقيق هذا الانتشار.
وأشار إلى أهمية وجود البنوك المصرية داخل أفريقيا، لافتاً إلى أن تواجد البنك التجاري الدولي في كينيا يسهم في تسهيل حركة التجارة وتمويل الصادرات، بما يدعم الشركات المصرية في التوسع داخل القارة.
كما شدد على الدور الإيجابي للاتفاقيات التجارية، وعلى رأسها اتفاقية الكوميسا، التي ساهمت في نمو الصادرات المصرية إلى دول شرق أفريقيا بفضل الإعفاءات الجمركية.
وتطرق السباعي إلى اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية، مؤكداً أنها تمثل فرصة كبيرة لزيادة الصادرات، رغم أن بعض الدول فقط بدأت تطبيقها فعلياً حتى الآن، مثل جنوب أفريقيا وغانا، متوقعاً أن تنعكس آثارها الإيجابية على المصانع المصرية خلال الفترة المقبلة.
وأكد المدير العام للمجموعة أهمية الترويج لعلامة «صنع في مصر» في الأسواق الخارجية، مشيراً إلى أن المنتج المصري يتمتع بقدرة تنافسية عالية من حيث الجودة والسعر، لكنه يفتقر أحياناً إلى أدوات الترويج المنظم. واقترح إطلاق حملة ترويجية موجهة في خمس دول أفريقية كمرحلة أولى للتعريف بالمنتج المصري وتعزيز حضوره.
كما شدد على ضرورة تعظيم التبادل التجاري مع أفريقيا عبر زيادة الاعتماد على استيراد الخامات المتوفرة في القارة، مثل الأناناس، والقهوة، والشاي، والأسماك، والقشريات، والسمسم، بما يحقق تكاملاً صناعياً ويعزز القيمة المضافة للصناعات الغذائية المصرية.
وفي ختام كلمته، دعا السباعي إلى التركيز على جودة التنفيذ وعدد الشركات المستفيدة من المبادرات التصديرية، بدلاً من الاكتفاء بحجم المشاركة في المعارض، مؤكداً أن هذا النهج يسهم في بناء شراكات استراتيجية مستدامة، ويعزز قدرة المصدرين المصريين على النفاذ إلى الأسواق الأفريقية بكفاءة أعلى، بدعم من بنية مالية قوية وأدوات تمويل مبتكرة تقلل الاعتماد على الدولار وتشجع التعامل بالعملات المحلية.



