أغنى 10 أشخاص بالعالم يفقدون 76 مليار دولار خلال أكتوبر

يقترب العام من نهايته وسط كفاح من جانب الأثرياء حول العالم في مسعى للخروج من 2018 والمكاسب حليفتهم لكن شهر أكتوبر كان له وجهة نظر أخرى كونه حمل معه مزيد من الآلام.

وفقد أكثر 10 أشخاص ثراءً نحو 76.1 مليار دولار من ثرواتهم في غضون شهر أكتوبر من العام الجاري، وفقاً للبيانات المتاحة على مؤشر بلومبرج للميارديرات والذي يضم 500 ثرياً حول العالم.

وكانت إجمالي ثروات أغنى 10 أشخاص حول العالم تبلغ 792.4 مليار دولار مع بداية أكتوبر الماضي لينهي الشهر مع تراجع الثروة إلى 716.3 مليار دولار.

لكن خلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر الماضي، فإن كفتي الميزان من حيث عدد الرابحين والخاسرين تعادلت تقريباً، حيث حقق 5 مليارديرات مكاسب بنحو 44.4 مليار دولار في الفترة المقارنة في مقابل خمسة خاسرون فقدوا تقريباً 35 مليار دولار من أموالهم.

ويغلب على قائمة العشرة أشخاص الأكثر ثراءً حول العالم طابع التكنولوجيا، حيث أن 6 من بينهم يعملون في هذا المجال يليه قطاعي مبيعات التجزئة والمنتجات الاستهلاكية.

ويعتبر قطاعي التكنولوجيا ومبيعات التجزئة ضمن القطاعات التي سجلت خسائر خلال العام المنتهي في أكتوبر الماضي بتراجع يبلغ 3.09% و2.8% على التوالي.

في حين أن قطاعي الطاقة والمنتجات الاستهلاكية كانا أكبر الرابحين بمكاسب 9.25% و5.84% على الترتيب خلال الإثنى عشرة شهراً المنتهية في أكتوبر الماضي.

أداء قطاع التكنولوجيا خلال الإثنى عشرة شهراً المنتهية في أكتوبر - (المصدر: بلومبرج)

وبالنسبة للتوزيع الجغرافي، فإن 7 من بين أثرى 10 أشخاص حول العالم هم مليارديرات أمريكيين في حين أن الثلاثة الآخرين من فرنسا وإسبانيا والمكسيك على التوالي.

ومن الملاحظ أن الأصول العامة تشغل الحيز الأكبر لثروات أكثر أشخاص ثراءً حول العالم مع تنوع باقي حيازتهم بين الأصول الخاصة والكاش.

توزيع ثروة أكبر 8 أثرياء حول العالم - (المصدر: بلومبرج)

ويتصدر جيف بيزوس الترتيب الأول القائمة لكن ثروته تراجعت من 165 مليار دولار في أواخر سبتمبر إلى 133 مليار دولار بنهاية أكتوبر ما يعني أنه خسر 32 مليار دولار في شهر واحد، ليكون ما فقده هو الأكبر في صفوف قائمة العشرة الأوائل.

وتأثرت ثروة بيزوس سلباً من تراجع  سهم أمازون بنحو 20.2% خلال أكتوبر رغم أنه حقق مكاسب خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام والبالغة 36.64% بنهاية آخر جلسات أكتوبر.

وبيزوس البالغ من العمر 54 عاماً، هو مؤسس أكبر تاجر مبيعات تجزئة عبر الإنترنت أمازون والتي أنشأها في عام 1994 بغرض بيع الكتب إلكترونياً.

ويمتلك الملياردير العصامي الأمريكي نحو 16% من أمازون ليكون بذلك أكبر مساهم بالشركة، وفقاً لإفصاح إلى هيئة البورصات الأمريكية في أغسطس الماضي.

وتعادل ثروة بيزوس تقريباً 2.78% من إجمالي ما يمتلكه أغنى 500 شخص حول العالم.

وبلغ صافي دخل أمازون خلال أول 9 أشهر من هذا العام 7.046 مليار دولار مقابل 1.176 مليار دولار المسجل في الفترة المماثلة من عام 2017.

ثروة جيف بيزوس خلال أكتوبر - (المصدر: بلومبرج)

ويحل بيل جيتس في المرتبة الثانية بإجمالي ثروة بلغ 94.2 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي مقارنة مع ثروته في أول الشهر ذاته والبالغة 98.9 مليار دولار ما يعني أنه خسر نحو 4.7 مليار دولار.

ويعتبر جيتس البالغ من العمر 63 عاماً، ومؤسس أكبر صانع برامج حول العالم مايكروسوفت، ملياردير أمريكي كون ثروته بشكل ذاتي إلا أن تراجع  سهم "مايكروسوفت" بنسبة 6.6% بالشهر الماضي كان له آثاراً سلبياً.

وتكافئ ثروة جيتس 1.9% من إجمالي ثروة أثرياء العالم البالغ عددهم 500 شخص، مستفيداً من مكاسب سهم "مايكروسوفت" منذ بداية العام الحالي وحتى أكتوبر والتي بلغت 24.87%.

أما المركز الثالث فكان من نصيب الملياردير الأمريكي العصامي وارن بافيت، والذي تراجعت ثروته بنحو 3.3 مليار دولار في أكتوبر من هذا العام من 87.7 إلى 84.4 مليار دولار.

وبافيت هو رئيس مجلس إدارة وأكبر مساهم في شركة بيركشاير هاثاواي وهي المجموعة الاستثمارية التي حققت زيادة سنوية 20.9% في قيمتها السوقية منذ عام 1953.

وتعادل ثروة الملياردير العصامي الأمريكي، البالغ من العمر 88 عاماً، نحو 1.71 من إجمالي ثروات مليارديرات العالم.

وشغل برنار أرنو الفرنسي المرتبة الرابعة من القائمة بعدما هبطت ثروته من 78.4 مليار دولار لتسجل بنهاية أكتوبر 69.6 مليار دولار فاقداً نحو 8.8 مليار دولار في شهر.

ويسيطر أرنو البالغ من العمر 69 عاماً، على نصف شركته المصنفة كأكبر صانع للسلع الفاخرة في العالم، والتي حققت عائدات بقيمة 42.6 مليار يورو في العام الماضي.

وتكافئ ثروة الملياردير الفرنسي 1.4% من إجمالي ثروة أثرياء العالم البالغ عددهم 500 شخص.

وبالنسبة للمركز الخامس فإن أمانسيو أورتيجا يشغله رغم الخسائر التي حققها في الشهر المقارن والبالغة 3.5 مليار دولار، حيث تراجعت ثروته من 67.4 إلى 63.9 مليار دولار.

والملياردير إسباني الأصل هو مؤسس أكبر تاجر تجزئة للأزياء إينديتيكس ويمتلك 59% من الشركة التي تتخذ من إسبانيا مقراً لها

وإنينديتيكس هي الشركة الأم لـ"زارا" إضافة إلى 8 علامات تجارية أخرى بيع التجزئة كما تدير أكثر من 7400 متجر.

وتكافئ ثروة الملياردير العصامي البالغ من العمر 82 عاماً، حوالي 1.32% من إجمالي ثروة الأثرياء المدرجين في قائمة بلومبرج.

في حين كانت المرتبة السادسة لمؤسس عملاق التواصل الاجتماعي مارك زوكربيرج الذي حصد خسائر بلغت 4.9 مليار دولار بالفترة من أول وحتى نهاية أكتوبر.

وتقف ثروة زوكربيرج البالغ من العمر 34 عاماً، حالياً عند مستوى 60.2 مليار دولار بنهاية أكتوبر الماضي مقارنة مع 65.1 مليار دولار المسجلة في نهاية سبتمبر السابق له.

وبلغت إيرادات الشركة التي أسسها الملياردير الأمريكي 41 مليار دولار في العام الماضي بعدد مستخدمين وصل لنحو ملياري شخص شهرياً.

لكن فيسبوك تعرضت لفضيحة تتعلق بتسريب بيانات المستخدمين في 2018 ما أثر على أدائها، حيث فقد السهم نحو 7.7% من قيمته خلال أكتوبر لتصل خسائره بالأشهر العشرة الأولى من هذا العام 14.15%.

 وتوازي ثروة الرئيس التنفيذي لفيسبوك في الوقت الحالي 1.21% من إجمالي ثروات مليارديرات العالم.

ثروة مارك زوكربيرج خلال أكتوبر - (المصدر: بلومبرج)

وفي الترتيب السابع يأتي كارلوس سليم المتحكم في أكبر مشغل هواتف جوالة في أمريكا اللاتينية "أمريكا موفيل"، حيث هبطت صافي ثروته من 59.7 إلى 53.3 مليار دولار ليفقد 6.4 مليار دولار في شهر.

وتمثل ثروة الملياردير المكسيكي البالغ من العمر 78 عاماً، نحو 1.11% من إجمالي ثروة أثرياء العالم.

وشغل المرتبة الثامنة لاري بيدج وهو الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت المالكة لأكبر مشغل لمحركات البحث الإلكترونية جوجل بالتزامن مع خسائر قدرها 5.1 مليار دولار.

وانخفضت ثروة الملياردير الأمريكي البالغ من العمر 45 عاماً، من 58.3 مليار دولار إلى 53.2 مليار دولار بالفترة المقارنة لتصبح تمثل اليوم حوالي 1.07% من إجمالي ثروات مليارديرات العالم.

كما قام بيدج في عام 1998 بتأسيس شركة ماونت فيو والتي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها وتتعامل مع حوالي 3.5 مليار عملية بحث يومياً بإيرادات بلغت 111 مليار دولار بالعام الماضي.

وكان المركز التاسع من نصيب لاري إليسون مؤسس وأكبر مساهم في أوراكل وهي شركة قاعدة البيانات التي حققت إيرادات بقيمة 40 مليار دولار بالإثنى شهراً المنتهية في مايو الماضي.

وشهدت ثروة الملياردير الأمريكي البالغ من العمر 74 عاماً انخفاضاً بقيمة 2.7 مليار دولار في شهر أكتوبر الماضي بعد أن تراجعت من 55.2 مليار دولار إلى 52.5 مليار دولار حالياً لتكافئ 1.05% من إجمالي ما يملكه 500 ثرياً حول العالم.

وبالنسبة للترتيب العاشر والأخير بالقائمة فكان من نصيب سيرجي برين رئيس ألفابت كما أنه شارك في تأسيس ماوتن فيو.

وفقد برين البالغ من العمر 45 عاماً، من صافي ثروته 4.7 مليار دولار في أكتوبر لتصبح 52 مليار دولار بعد أن كانت 56.7 مليار دولار فقط في ذاك الشهر.

وتُشكل ثروة الملياردير الأمريكي نحو 1.04% من إجمالي ثروة أثرياء العالم.

لماذا يخسر الأثرياء؟

ألقت الضغوط التي شهدتها "وول ستريت" خلال شهر أكتوبر المنقضي بظلالها على أثرياء العالم، والتي كانت ناجمة عن تحذيرات بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي إضافة لإصرار بنك الاحتياطي الفيدرالي على إتباع نهج أكثر تشدداً رغم انتقادات دونالد ترامب المتكررة، في تدخل نادر من رئيس دولة في السياسة النقدية.

وكان صندوق النقد الدولي خفض تقديراته لنمو الاقتصاد العالمي خلال العامين الحالي والمقبل إلى 3.7% كما عبر مخاوفه إزاء أسعار الأسهم الأمريكية معتبراً إياها مبالغ في قيمتها.

وتعيش كذلك أسواق الأسهم تحت الضغط بفعل المشاحنات التجارية بين أكبر اقتصادين حول العالم (الولايات المتحدة والصين)، حيث ينفذان تعريفات متبادلة على بعضهما البعض وسط ترقب لتطورات الموقف خاصة في ظل تهديدات ترامب بشأن تطبيق المزيد من الرسوم.

وتتأثر أيضاً البورصة الأمريكية سلباً من نتائج أعمال الشركات التي يتم الإفصاح عنها بدرجة لا تتوافق مع التوقعات وسط تكهنات بمزيد من الأداء المخيب للآمال ولا سيما مع بدء تلاشي أثر قانون خفض الضرائب الذي أقره ترامب في أواخر العام الماضي وتسبب في مكاسب قوية مؤخراً.

وفقد "داو جونز" نحو 1340 نقطة خلال أكتوبر مسجلاً أسوأ أداء شهري منذ يناير 2016 كما تراجع مؤشرا "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" بنسبة 6.9% و9.2% على الترتيب بالفترة نفسها.

ويعتبر أكتوبر من الأشهر سيئة السمعة نظراً لارتباطه بحالات الهبوط الحادة والتي تسببت في خسائر ملحوظة للمستثمرين أغلبها قد يرجع للذعر.